الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية في المملكة دافيده ماكدونالد
يشارك الأمريكيون والسعوديون تقديرًا ثقافيًا عميقًا لبعضهم البعض منذ أكثر من ثمانية عقود
برنامج MEMI يتيح للمواهب السعودية الصاعدة صقل مهاراتهم في إنتاج مسلسلات تلفزيونية عن شخصيات ثرية دراميًا من خلال غرف الكُتّاب
وصلت إلى المملكة منذ عام تقريبًا مع ثلاثة أطفال صغار وتساءلت عما إذا كان هناك أنشطة كافية للقيام بها لكنني في الواقع فوجئت فهناك الكثير مما أستطيع القيام به
فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي أذهلت الجمهور في نيويورك بأدائهما الرائع للأغاني السعودية
«التقدير المتبادل والاحترام العميق».. عبارة استخدمها الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية في المملكة، دافيده ماكدونالد، في إجابته عن سؤال «عاجل» حول رؤيته لـ«التبادل الثقافي بين أمريكا والسعودية».
«ماكدونالد»، الذي قضى ما يقرب من 17 عامًا في السلك الدبلوماسي الأمريكي، أزاح الستار عن العديد من التساؤلات التي درات في ذهنه فور تكليفه بمهمة العمل في المملكة، سواء تلك المتعلقة بـ«طبيعة العمل»، أو المرتبطة بأسرته وأطفاله الثلاثة، غير أن مفاجآت سارة – بحسب قوله- كان في انتظاره، وإجابات مدهشة وممتعة وجدها منذ وطئت أقدامه أرض المملكة.
الثقافة، والعلاقات الثقافية (السعودية – الأمريكية)، كانت حجز الزاوية في حوار «عاجل»، مع الملحق الثقافي الأمريكي الذي أكد أن «سفارة واشنطن تشجع تبادل المنح والبرامج بين شعبي البلدين»، مشيرًا إلى أنه «فوجئ بما وجده في المملكة عندما جاء إليها قبل عام، من تنوع ثقافي وأدوات ترفيه».
وكشف «ماكدونالد»، في حوار مع «عاجل»، أن 65 سعوديا وسعودية شاركوا في المبادرة الإعلامية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط MEMI، موضحًا أن بلاده دعت اثنين من خبراء الألعاب الأمريكيين لتشجيع المبرمجين والمصممين ورواد الأعمال السعوديين على تطوير مهاراتهم.. وعن تفاصيل هذا التعاون، وملفات آخرى كان الحوار التالي:
من خلال العلاقات المتميزة والممتدة بين البلدين، ما رأيك في تطور العلاقة الثقافية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وما أبرز الإنجازات، وهل يوجد أي مشروعات جديدة؟ يشارك الأمريكيون والسعوديون تقديرًا ثقافيًا عميقًا لبعضهم البعض منذ أكثر من ثمانية عقود، واليوم، نواصل تعزيز هذه الصداقة التي ازدادت ثراءً عبر التبادلات الأكاديمية، مثل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ومنحة فولبرايت الأمريكية.
ونحن هنا في سفارة الولايات المتحدة نشجع تبادل المنح والبرامج بين شعبينا، مما يُتيح لهم التعرف على ثقافات بعضهم وهوياتهم، ونحن بصدد تنفيذ بعض البرامج الرائعة، فهناك بعض الفنانين ورواد الأعمال وعدد من الشخصيات الثقافية الأمريكية المرموقة الذين يخططون لزيارة المملكة قريبًا.
ومن خلال مبادرتنا الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط MEMI، نعمل على الربط بين صُنّاع السينما والتلفزيون من الشباب السعوديين وكُتّاب السيناريو الأمريكيين من ذوي الخبرة من كلية الفنون السينمائية المرموقة بجامعة جنوب كاليفورنيا.
وقد شارك أكثر من 65 سعوديا وسعودية في برنامج MEMI، إلى جانب أكثر من 400 شخص من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتيح هذا البرنامج للمواهب السعودية الصاعدة صقل مهاراتهم في إنتاج مسلسلات تلفزيونية عن شخصيات ثرية دراميًا، من خلال غرف الكُتّاب، ونحن نريد أن تصل القصص السعودية إلى الجمهور الأمريكي تمامًا كما نريد أن تصل القصص الأمريكية إلى الجمهور السعودي.
هل هناك مجالات أخرى للتبادل الثقافي بين البلدين؟
إن دعمنا للاقتصاد الإبداعي السعودي المزدهر يمتد إلى مجالات أخرى كذلك، مثل تطوير ألعاب الفيديو، وفي الواقع قمنا مؤخرًا بدعوة اثنين من خبراء الألعاب الأمريكيين البارزين – أحدهما في جانب الأعمال والآخر في جانب الإبداع – لتشجيع المبرمجين والمصممين ورواد الأعمال السعوديين الشباب على تطوير مهاراتهم العملية في مجال الألعاب. لقد أبدى خبراء الألعاب الأمريكيين إعجابهم بموهبة الشباب السعودي وشغفهم في مجال تطوير الألعاب.
هل كان لديك تصور وانطباع عن الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية قبل مجيئك إليها، وهل تغيّر تصورك بعد وصولك إلى المملكة؟
وصلت إلى المملكة منذ عام تقريبًا مع ثلاثة أطفال صغار وتساءلت عما إذا كان هناك أنشطة كافية للقيام بها، لكنني في الواقع فوجئت، فهناك الكثير مما أستطيع القيام به، ففي عطلات نهاية الأسبوع، أجد أطفالي متحمسون للغاية للخروج والذهاب للعديد من الأماكن الممتعة، منها على سبيل المثال مشاهدة مسرحية «شريك» الموسيقية، والاستمتاع بوقت ممتع في الرياض «بوليفارد»، أو زيارة «قصر المصمك» أو تشجيع نادي الهلال لكرة القدم، وغير ذلك من الأماكن التي لا حصر لها.
وأشعر بالامتنان لوجودي في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، حيث توجد الطاقات الثقافية المميزة، وأود أن أشير إلى أهمية مشاركة الفنانين والموسيقيين والمخرجين والممثلين السعوديين قصصهم مع العالم، فالعديد من الفعّاليات الثقافية هنا تحمل طابعًا عالميًا، بدايةً من ملتقى طويق للنحت، مرورًا باحتفال نور الرياض، إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث تضم هذه الفعّاليات سعوديين وأمريكيين ومبدعين من جميع أنحاء العالم، ويمكنك الشعور بالإثارة حين تجد هؤلاء الفنانين يتشاركون تجاربهم مع بعضهم البعض.
لقد وجدت أيضًا أن المجالات الثقافية – من الموسيقى والأفلام والفنون البصرية، تتجاوز حدود اللغات والخلفيات. لقد أذهلت فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الجمهور في نيويورك بأدائهما الرائع للأغاني السعودية. وبالمثل، نأمل أن تقدم أسطورة موسيقى الجاز هيربي هانكوك، عرضاً مذهلاً للجماهير في الرياض خلال زياراتها للمملكة في شهر أكتوبر.
ما أبرز جوانب التبادل الثقافي بين البلدين؟ أعتقد أنه يمكن تلخيصها في عبارة واحدة «التقدير المتبادل والاحترام العميق»، فالأمريكيون والسعوديون الذين يتعاملون مع بعضهم يجدون نقاطٍ مشتركة حقيقية تعود بالنفع على كليهما، وأحد الأمثلة التي أحب أن أوضحها في هذا الصدد هو عدد السعوديين الذين يلتحقون بالجامعات الأمريكية والذي يزيد عن 18000 سعودي وسعودية، وهذا من شأنه أن يُثري التبادل الأكاديمي بين الطلاب السعوديين والأمريكيين على حد سواء – وغالبًا ما يؤدي إلى تعاون مستقبلي وصداقات تدوم مدى الحياة.
من خلال معلوماتك وزياراتك، ما رأيك في الحركة الثقافية في المملكة، وما أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والأمريكية؟ عملت في السلك الدبلوماسي الأمريكي لمدة 17 عامًا – ويمكنني القول بصدق أن السعوديين هم من أكثر الشعوب المضيافة الذين عرفتهم، يرسل لي صناع السينما من الشباب أفلامهم القصيرة لمشاهدتها. ويدعوني خريجو برامج المِنح إلى مدنهم ويقولون إن أبوابهم لطالما ستكون مفتوحة لي. وقد اعتدت على الذهاب دائمًا إلى أي لقاء دون تناول أي طعام لأنني أعرف أنني سأتناول الكثير من الحلويات والتمر والقهوة.
أعتقد أن هذا هو أكبر تشابه بين الثقافتين السعودية والأمريكية – الانفتاح على المشاركة، والاستعداد لتحويل الغرباء إلى أصدقاء، والشعور بالفخر بالهوية والانتماء، وكما هو الحال في أمريكا، فإن الحركة الثقافية هنا في المملكة تعكس رغبة الشعوب في سرد قصتهم ومشاركتها مع العالم. ونحن جميعًا أفضل من يجيد ذلك.
إقرأ الخبر على الموقع الرسمي
المصدر: ajel.sa